مدير عام الشركة الوطنية للسيارات :
النيران اشتعلت بعد إنصراف العمال!
كتب: سيد عبدالقادر
صباح أمس وبعد مرور أكثر من 12 ساعة على إطفاء الحريق، الذي دمر مخزن قطع الغيار بالشركة الوطنية للسيارات في السهلة، كانت سيارة إطفاء وعدد من جنود الدفاع المدني ، لايزالون مرابطين على بعد أمتار من مكان الحريق، وهم على أهبة الاستعداد لمواجة أي خطر من أي نوع، وهو إجراء اعتيادي بعد نشوب أي حريق كبير في موقع فيه مواد قابلة للاشتعال. وفي مكان آخر داخل الشركة كان جيف توماس المدير العام يجتمع بعدد من المديرين، لمناقشة العديد من الموضوعات أهمها بالتأكيد البحث في أسباب الحريق، وكيفية استئناف العمل لدى عملاء الشركة الذين يقدر من يترددون عليها يوميا بحوالي 300 إلى 500 عميل كما قال لنا محمود شكر مدير تطوير الأعمال التجارية. وعقب انتهاء الاجتماع عقد المدير العام مؤتمرا صحفيا حضره أيضا عدد من المديرين وأكد فيه، أن البحث في أسباب الحريق أمر متروك لرجال الدفاع المدني والتحقيقات، وهم واثقون من أنهم سيتوصلون إلى الحقيقة، لكن مايأتي على رأس أولوياتهم
هو الاستمرار في خدمة عملاء الشركة، مشيرا إلى أن العمل لن يتوقف، بل سيستمر من خلال فروع الشركة الثلاثة في سترة وعراد ومدينة حمد، وأنه قد أجرى اتصالات مباشرة مع شركتي هوندا وجنرال موتورز، لتوريد مايلزم من قطع الغيار اللازمة للسوق البحريني فورا. تدمير كامل وقال جيف توماس إن مساحة مخزن قطع الغيار تبلغ مساحته الاستيعابية نحو خمسة آلاف متر مكعب، وكان يعمل به 42 موظفا وعاملاً، سوف يتم توزيعهم مؤقتا على أماكن أخرى في الشركة، مشيرا إلى أن الحريق نشب بعد انتهاء الدوام، لأن نظام الشركة هو العمل بنصف دوام يوم الخميس، وبالتالي لم يكن هناك أي موظفين أو عمال. وحول سؤال حول الأسباب المحتملة للحريق من وجهة نظره هو والعاملين قال: أنا لا أستطيع أن أتحدث عن هذا الأمر وأتركه للمعنيين، كذلك رفض المدير العام التعليق عما نشر عن قيمة الخسائر قائلا : إن هذا أمر يصعب حصره بشكل دقيق الآن والمسألة تحتاج الى وقت لتقدير الخسائر. وأكد توماس أن هذا هو أول حريق كبير تتعرض له الشركة منذ عملها في البحرين على مدى 34 سنة، عملنا خلالها في نفس المكان. وأضاف لقد دمر المخزن بالكامل وسوف نحتاج إلى بنائه من جديد، وسوف ندرس الشكل الذي سوف نبنيه عليه. وفي سؤال لـ «خبار الخليج« عن الاستعدادات للحريق في الشركة وهل كانت كاملة، قال نعم كانت الاستعدادات كاملة لكن الحريق كان كبيرا وضخما ولا تجدي معه استعدادات الشركة فقط، بل لابد من استدعاء الدفاع المدني، لقد حاولنا العمل بمجرد أن اكتشف أحد الموظفين الخيط الأول من الدخان، وعملنا كل ما استطعنا، لكن النار انتشرت بسرعة. سألته: هل ساعد تخزين الإطارات والزيوت في المخزن في قوة اشتعال النيران؟ فقال: الإطارات لها مكان خاص تخزن فيه وكذلك الزيوت، لكن المخزن يضم جميع قطع غيار السيارات من البودي، حتى أدوات السيرفس العادية وقطع الغيار والبطاريات والفلترات وخلافه. وقال جيف توماس إنه تألم لما نشر عن غياب المسئولين في الشركة، أثناء عملية إطفاء الحريق، مؤكدا أنه كان موجودا وتحدث لأخبار الخليج، وكذلك كان يتابع الحريق معه 27 مديرا ومسئولا من مختلف المستويات، وفوق كل ذلك رئيس الشركة، لأن هذا الحدث ليس عاديا. المكان مغلق محمود شكر مدير تطوير الأعمال التجارية، قال لنا إن النيران وإن أتت على المخزن بالكامل، لكن الأمر كان سيصبح أكثر سوءا لو امتدت النيران إلى ورشة الصيانة والتصليح المواجهة للمخزن، والتي لايفصلها عنه سوى أمتار قليلة، وكذلك صالة العرض، ولكن m- بحمد الله حدث التحرك سريعا وفي الوقت المناسب. وقال نحن نحتفظ في هذا المكان بقطع غيار كاملة لجميع السيارات التي نتعامل بها، فالسيارة بها ما يناهز خمسة آلاف قطعة، والمخزن كان يضم هياكل كاملة وبطاريات وقطع غيار وأجزاء للسيرفيس، وأدوات للقطع والتصليح وأجزاء للمحركات. ونحن يتردد علينا ثلاثة انواع من ال**ائن، أولا ال**ائن الذين يشترون قطع غيار لازمة لسياراتهم التي يتم إصلاحها في كراجات خارجية، وهم يتراوحون بين 200 و300 **ون يوميا، و**ائن يترددون على الورشة وهم بين 50 و100 شخص، وأخيرا هناك عدد مماثل يترددون من أجل إصلاح الحوادث، ليصبح إجمالي العملاء اليومي ما بين 300 و500 عميل. وقال إننا نتوقع بين لحظة وأخرى وصول رجال المختبر الجنائي إلى مسرح الجريمة، لمتابعة عملهم للبحث عن أسباب الحريق، وطوال فترة العمل سوف تبقى المنطقة مغلقة، باعتبارها حسب التعبير الأمني مسرحا للجريمة لايمكن الدخول إليه إلا من المختصين، وذلك يشمل حتى مكاتب الموظفين الخاصين بالتعامل في قطع الغيار التي لم تطلها النيران.